العام الجديد ~ عشقي سعودي

| الاثنين، 21 أكتوبر 2013

العـأم الجديد 

Image   
   يمر العام بعد العام، ومرارة الفقد ما زالت تملأ حياتك .. وكل الأفراح تتلاشى أمام حزنك المدفون .. واليوم أقرأ عليك فاتحة الكتاب، وأمسح على قلبك …
متى دهسك هذا الإحساس المقلق ..، وامتد فيك حتى أكاد أفقدك للمرة الرابعة؟
     جئتك أحمل حكاياتي الصغيرة تلك التي أعلم في قرارة نفسي أن ـها مملة، وقد تدفعك إلى النوم .. لونت كل تفاصيلي، وعطرتها، وحفظت مقاطع شعرية كثيرة حتى ألقيها أمامك .. إلا أنك لم تكن ذاك الذي أعرف، وأنت بعيد بعيد وأرهقتني محاولاتي للوصول إلى روحك المتعب ـة .. تجلس على الكنبة الزرقاء، وتدّعي أنك منغمس في متابعة الشاشة المسطحة، والحقيقة أنك في صراع مع نفسك، وترجو من الله حمايتك من أفكارك المجنونة تلك التي تملأ رأسك حين تقود السيارة، وتبلع حبة الدواء، وتنزل درج المنزل، وتمارس الرياضة، وتدخل البحر ببطء .. لا أخفي عليك أني أفتش قصاصاتك التي تكتبها ليلا بحثا عن اعتراف هارب، أو كلمات تمكني من فهم الحالة التي تمر بها .. ولكن لا شيء يساعدني .. فأنت كصندوق مغلق كلما حسبتني وصلت لقلبه واجهني قفل آخر ..
   لا تتحدث، ولا تروي بعض الذي حدث يكفيني أن تكون كـ الطفل حين يسأله الطبيب عن موضع الألم فـ يُشير إليه .. أن ترسم قلبا مكسورا مثل الذي يرسمه المراهقون .. أن تهديني لحنا حزينا .. ولتكن الحياة بسيطة ارمِ كل الرسميات الواقفة بين ـنا كـجدار ثم اسمح لـ نفسك بالبكاء على نفسك، وانكسر أمامي حتى يرُّق لحالك قلبي .. ترى كيف سيكون صباحك؟ وهل يقطع نحيبك سكون الليلة؟
   ليتني أتقن تنظيم الكلمات، وإيجاد عبارات سحرية قادرة على إخراجك من حالك المؤسف، وتلوين أيامك الرمادية .. لكني لا أتقن التعزية أو التهنئة لذلك أدعي أني لا أشعر، ولا أفهم .. فيغضب الناس، ويبتعدون .. فقدت الكثيرين في الأشهر التي مضت، ولا أريد أن أفقدك أنت أيضا ..
   أشعر أن قلبي مثقوب، ويسقط منه البشر الواحد تلو الآخر، وأنا عاجزة عن فعل شيء .. لا استطيع التمسك بهم أو الذهاب معهم فأمسي معلقة أرجو طمأنينة سماويّة تدثر نفسي .. يمكنك القول أني تلك الفاشلة إجتماعيا .. التي تنسى الرد على الرسائل، ولم ترتبط بالواتس اب، وتتخلف عن حضور المناسبات .. تلك التي ما عادت تفهم ذاتها منذ أشهر ..
   سقطت كثيرا في العام الذي مضى، وتجاهلت مكانك الفارغ، وشرود ذهنك إلا أن سـارة تحتاجك الآن .. تحتاج الضحكة المكتومة .. والفرح الذي تخبئه في رواياتها .. تحتاج الابتسامة التي لم يفهمها حتى اللحظة أحد .. لإيمانك بـ قدرتها على الوصول للهدف .. يا صديق أبدو بائسة الآن، وكم أكرهني حين أكون هكذا .. ورغم ذلك سـ أعترف بأني متعبة، وعاجزة عن النوم، ولا استطيع التركيز .. ولا أعلم هل أنا بخير أو لا .. أسمع الأغنية ذاتها منذ ساعات .. وأرجو عودتك ~

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Next Prev
▲Top▲