الحياه بحير مادمنا بخير

| الجمعة، 4 أكتوبر 2013
large
أحاول تذكر متى أصبحت بائس إلى هذا الحد وأضحك على نفسي، وضعفي، وقلقي، ونومي المضطرب، وغرقي في تفكير لا يقود لـ شيء .. أفكر في الصفحات الأربع من بحثي التي رمتها عاملة المنزل .. في أمي التي تلومني لأني قررت ترك الأوراق على طاولة بعيدة عن الأعين في غرفتي كي لا يلمسها أحد .. أفكر في البحر الذي أزوره رغم حرارة الجو وضيق الوقت .. في الضحكة الناقصة، والفرح العقيم .. في الكتب التي أطلبها من أخي .. في تويتر الذي تركته بلا سبب واضح ومحدد فقط لأني تعبت .. تعبت من الثرثرة والحديث الذي لا يغير شيئا في هذا العالم ..
تعبت من المجاملات، والرسائل المعلبة التي تصل هاتفي .. من الكتب التي ما عادت تشعرني بـ الحرية .. من الحاجة لدخول اختبار بعد اختبار بعد اختبار دون الحصول على الوظيفة .. من كل الأفكار التي يقدمها الآخرون .. من وضعهم خططا لمستقبلي .. من التظاهر بالسعادة، والفرح كلما التقيت بـ أشخاص لا يهمني أمرهم .. تعبت من الركض وراء أشياء لن تكون لي .. هذا ليس تفكير سلبي، ولكنه الواقع الذي أعيشه، وأعرف حدوده جيدا .. ولا أريد سماع محاضرة عن التفكير الإيجابي، وقوى عقل الباطن، وقانون الجذب، وغيرها من الأمور التي – وبكل صراحة – لا أصدقها ..
أنام بعد الفجر، وأصحو متأخرة بـ رأس يكاد يتشقق صداعا .. تركض الأيام، ولا أفعل شيئا يدفعني للأمام خطوة .. أفكر في رمضان القادم هل سأستقبله/أكمله أو لا، والعيد الذي تتجهز لاستقباله أخواتي، وأفشل في اختيار قطعة قماش واحدة ترضي جدتي ونساء العائلة صباح العيد، فأخرج من ذلك التجمع بأقل قدر من التعليقات .. لا شيء يعجبني/يشبهني … أعيش هذه الأيام، وكأني سأغادر قريبا إلى مكان لا أعرفه .. وتدهشني قدرة أختي على الحديث عن المستقبل، والتخطيط للأشهر القادمة .. في حين أفشل في تحديد ما سـ أفعله الأسبوع المقبل .. لا أذكر متى آخر مرة اشتريت فيها شيئا لنفسي أو لأني أردت الحصول عليه .. غير حذاء الرياضة الذي اشتريته لأن وزني يزداد، وصحتي أمست تتعثر كثيرا، وهناك ضرورة لممارسة أي نشاط رياضي يوقف هذا التدهور البدني، والنفسي .. أتخلص من أغراضي/ أوزع كتبي/ لا أشتري أشياء جديدة/ أنسحب ببطء غير مقصود من حياة من حولي/ وأقضي الليل في تأمل صفحات بيضاء على أمل كتابة شيء مهم يؤثر في العابرين أو إنهاء جزء بسيط من البحث .. أرى خط النهاية، ولا استطيع الركض إليه، وكأني فجأة فقدت القدرة على السير ~
لا أدري ما الذي يحدث فيني هذه الأسابيع .. أطفو في هذه الدنيا، ولا أحقق شيئا مفيدا .. نعم أشعر، وكأني زيادة في هذه الحياة الكئيبة الروتينية المملة .. لا أدري ما الذي أقوله أو أفعله مؤخرا .. أتجول في المنزل كـ شخص استيقظ من غيبوبة، وترعبني فكرة رحيل الأشهر القليلة الباقية دون أن أستفيد منها، وأنهي الجزء الأخير المتبقي من بحثي .. أقضي ساعتين في لعب البلاي ستيشن .. أخرج من المنزل دون الوقوف أمام المرآة دقيقة لوضع كريم واقي الشمس قبل الذهاب إلى أي مكان .. أجلس على الشاطئ، وأتأمل الصغار الذين يقفزون في البحر، ويسبحون .. الرجال الراكضين، والمرأة العجوز التي تسير على الممشى، وتمسح وجهها بمنديل أبيض .. وأتمتم ليتني رجلا كي أدخل في البحر دون تفكير في نظرات الجالسين على الشاطئ .. قلت لأختي أمس يفضل أن لا تذهبي للبحر هذه الأيام لأنك ستعودين أكثر بؤسا بعد رؤيتك الصغار، والرجال في البحر، وأنت لا يمكنك ذلك ..
كتبت اليوم ” فجأة .. تذبل كل أحلامك، وتدهسك الدنيا “،
فـ وصلتني هذه الكلمات ” يقول نجيب محفوظ: هذه هي الحياة أنك تتنازل عن متعك الواحدة بعد الأخرى حتى لا يبقي منها شيء وعندئذ تعلم أنه قد حان وقت الرحيل ” ..
سـ أرسم ابتسامة كلما رأيت انعكاس وجهي في المرآة، وأردد الدنيا بخير، والحياة حلوة ~

قال تعالى:{ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا }


0 التعليقات:

إرسال تعليق

Next Prev
▲Top▲